شــــارلز ديكنـــــز
أوليفر تويست
بدأ ديكنز كتابة أوليفر تويست في 1837، خلال وقت قصير بعد أن أصبح أباً لأول مرة. هذه أول رواية يتكلم فيها
دينكز ضد الشرور الاجتماعية،وهي في هذه الحالة عن الظروف الرهيبة في الملاجئ/الإصلاحيات
حيث يجبر الناس الفقراء أن يعيشوا إذا لم يستطيعوا أن يدفعوا ديونهم.
والرواية أيضاً تصور عالم لندن الإجرامي الخفي على نحو حي، مظهراً كيف يدخل الأطفال بسهولة بالغة عالم الجريمة
تحت تأثير الكبارالذين يستغلونهم لمصلحتهم الخاصة. والكتاب مليء بتطورات غير متوقعة
وأحداث غير محتملة أحبها قراء القرن التاسع عشر حباً جماً، واستقبلت بحماس عظيم عند نشرها.
ومنذ ذلك الوقت، ظلت القصة الشعبية وعادت إلى الظهور في أشكال كثيرة بما في هذا على خشبة المسرح
وكنسخ موسيقية سينمائية.
تموت أن أوليفر الشابة وهي تضع مولودها ويربى الوليد في ملجأ، فيظل دائم الجوع ويعامل معاملة سيئة.
بعد أن يعمل أوليفر مدة من الزمن عند متعهد دفن، يهرب إلى لندن حيث يلتقي بلص شاب،
المراوغ الماكر وأصدقائه. وتعمل عصابة النشالين لحساب الشرير فاجن وتعيش معه، فيرحب هذا بأوليفر في بيته.
حين يدرك أوليفر ما يقوم به الأولاد، يحاول أن يهرب. ويستأجر فاجن المجرم العنيف بيل سايكس،
ليعيد الولد إليه، لكن أوليفر يكون قد صادق أصدقاء جدد يريدون حمايته.
ويصبح الصراع بين هؤلاء الأصدقاء والرجال الأشرار الذين يريدون إسكات أوليفر مغامرة مثيرة ودرامية.
وما يميز هذه الطبعة التي بين أيدينا من القصة هو أنها جاءت باللغتين العربية وما يقابلها باللغة الإنكليزية، وإنها جاءت
مزودة بتدريبات شاملة لمحاور القصة كلها، هذا فضلاً عن الأسلوب الميسر في ترجمتها والذي روعي فيه السلاسة
شــــارلز ديكنـــــز
الآمال الكبيرة
"صرخت بيدي وكأنها تنظر إلى شبح، ثم مرت لحظة، فإذا هي بين ذراعي، وبكيت لرؤيتها وبكت لرؤيتي، بكيت أنا لأنني
رأيتها كأحسن ما تكون، وبكت هي لشحوبي، وضعفي، لكم أنت جميلة يا بيدي العزيزة،أجل يا عزيزي بيب،
وأنت كذلك يا جو، لكم أنت جميل. وتنقلت نظراتي بينهما ثم... وصرخت بيدي قائلة بسعادة غامرة،
انه يوم زواجي، إنني امرأة جو،... وشكرت الله لأنني لم أخبر جو عن أملي الذي فات، لقد كنت خلال مرضي أكاد
أعترف لجو أنني سأتزوج بيدي، ولكن شكراً لله لأنني لم أفعل، وقلت لبيدي، إن لديك يا بيدي العزيزة
أحسن الأزواج، لو رأيته كيف كان، كان يعتني بي... ولكنني واثق أنك لن تستطيعين أن تحبينه أكثر مما تفعليه الآن...
وتطلع جو إلي بشفتين مرتجفتين، ثم مسح عينيه بمنديله دون أن يداري عواطفه، وأنتما، يا جو وبيدي،
تقبل مني شكري وتوبتي في غمرة سعادتكما لكل ما قدمتاه لأجلي، ولم أكن أستحقه! وإذا كنت أقول كلما أنني
سأرحل بعد ساعة، لأنني سأسافر إلى الخارج، وأنني لن أحس بالراحة إلا عندما أجمع المال
الذي أنقذتماني به من السجن لأعيده إليكما مضاعفاً مئات المرات، ولكنني سأظل أشعر أنني مدين لكما لكل شيء
يا عزيزي جو ويا عزيزي بيري". هكذا وفي ظل العطاء والحس الإنساني تنمو آمال "بيب" الكبار
وهذا الذي قضت عليه الأقدار مكايدة ألوان العذاب في حياته فقد نشأ يتيماً وقاس مرارة اليتم وظروفه لترمي به ظروفه
في سجن لم يرحمه سجانوه،إذ كابر فيه من التعذيب خوفاً. "وتشارلز ديكنز" في هذه الرائعة يطعم أحداثه
بنكهة الأمل والتفاؤل بأنه ما زال في هذه الحياة متسع لآمال كباراً تنمو بفضل آخرين تلفهم الإنسانية بأحلى صفاتها،
وهم لا شك مازال لهم وجود في هذا العالم. "الآمال الكبيرة" رائعة من روائع تشارلز ديكنز تقدم على هذه الصفحات
مترجمة للغة العربية هذا إلى جانب النص الأساسي للرواية وهو النص الإنكليزي،
هذا وقد روعي في الترجمة الأسلوب الميسر، فضلاً عن مراعاة الجانب التربوي ليتمكن الناشئ من المقابلة بين
المفردات والأساليب والمعاني، وصولاً إلى الموازنة التي تؤهله للتعلم اللغوي على أدق الأسلوب السليم الموجه،
و قد زودت بتدريبات شاملة لمحاور القصة كلها ألحقت بنهايتها، وذلك بهدف مساعدة الطالب وإعانته على فهم أحداث
القصة واستيعاب نصها.